الأربعاء، 14 مارس 2012

قصاصات ..44




سألني صديق ماذا بكِ ؟ تبدين مختلفة ..أجبته بعد تحايل بالشيء الوحيد الذي أعرفه...هو أنني لا أعرف ما بي وفقط أريد أن أبكي..

قال لي إذاً راجعي ذنوبك يا صديقتي ..ابحثي أي معصية فعلت..جعلت هناك تلك الظلمة التي تزعجك في قلبك..

كم كنت محقا يا صديقي ولكن كم كانت حيرتي وألمي وأنا أسأل بعدها..أي ذنوب أتذكر فهي عديدة جداٍ ورحم الله امرء عرف قدر نفسه..

يا الله ..لا تعاملني بعدلك وعاملني برحمتك بإنسان خلقته وأنت تعرف فيه ضعفه ..

....................


ما هو حجم القسوة المطلوب أن يمتلئ به قلب رجل..ليصفع امرأته صفعة تأتيني بعضها بنزيف تحت غشاء العين حول القرنية؟ وما حجم الرعب الذي بثه في قلبها لتخشى حتى أن تخبرني الحقيقة؟ رباه كم أردت أن أراه وقتها لأرد له صفعته ولو بنظرة احتقار تسحق فيه غرور الذكر الاحمق .

نحن من منحنا ذكور هذا المجتمع هذا القدر من الجبروت ونحن من صنعنا فيهم الطفاة حتى أن الرجال فيهم أصبحوا نوعا يكاد ينقرض..فتحملن يا بنات جنسي فأنتن من أحنيتن  هاماتكن بمبدأ: (فليكن..رجل بصفعة خير من لا شيئ !)


................


عندما يضرب عمود البرق شاطئ رملي ..تتحول ذرات الرمال بفعل الحرارة الشديدة المركزة إلى زجاج..هكذا كان يتكون الزجاج في الطبيعة وهكذا تعلم  الإنسان كيف يصنع الزجاج صناعيا..
ولقد تعلمت من الطبيعة  التعامل مع  الحياة  بنفس المنطق ,فكل صعقة برق ضربتني بها بعنف صنعت منها زجاجا نقيا شفافا وتركته على الشاطيء حتى امتلأت شواطئي بأنواع مختلفة من الزجاج !

 لكن هل هكذا سأظل ؟ لقد بدأت أبتعد عن شاطئي يوما بعد الآخر..لذا أخشى يوما أن تضربني ببرقها فلا يقابلها نفس الشاطئ الرملي بل يقابلها أرض صخرية وانفجارات هادرة ..

ليرحمني الله..ويرزقني القدرة على البقاء على هذا الشاطئ الرملي حتى النهاية..

...................


لم َ هذه الحالة التي لا معنى لها من الحنين القاتل لكل ما مضى ؟

 فجأة يتوغل في داخلي شعور بالحنين لكل ما رحل عن دنياي ..لكل الأشياء التي انتهت ..للذكرياتالتي  ولّت..للأشخاص الذين غادروا حياتي..وحتى لنفسي القديمة..أهي حالة من الملل ؟
أم هي حالة هروب نفسي من واقع أعيشه ولا أتعايش معه , أتناوله ولا أستسيغه؟

لقد فعلت كل شيء ممكن كي أتوصل إلى فهم الحقائق داخلي وداخل من حولي  ..لسنوات طويلة كتبت ورسمت وصورت وتعلمت وعملت واستعملت كل حواسي للتواصل مع العالم لكنني لم أصل حتى لحل أول لغز وهو أنا!

ترى هل الأمر معقد فعلا إلى هذا الحد؟ أم أنا فشلت فعلا ..إلى هذا الحد؟

14/3/2012
د.شيماء عبادي 



قصاصات

لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي



هناك 8 تعليقات:

  1. شينماء
    اليوم تتألقين بالفعل
    أحاسيس مختلفة تنساب من بين قلمك بروعة
    دوما نحن للامس رغم الامس حين كان اليوم كان معييا لنا
    اننا نعشق الماضي لأننا نظنه خير من اليوم
    نبحث بداخلنا عنا فنجد اننا لا نحوينا و اننا غير موجودين ربما نختفي نستتر لا نرانا
    هل ان راينانا نستطيع معرفتنا ام نظل هكذا لغزا سرابيا غير معلوم الهوية
    رائعة يا صديقتي دمتي مبدعة

    ردحذف
  2. المقطع التانى رهيب !!

    لأنه واضح أنه واقعى معاكى ، ولأنه واقعى فى مجتمعنا إن ماكنش معاكى :((

    ليه طالما فى الجزء الأول بتكتبى فصحى كتبتى "ابحثى" ؟؟ :))

    فصحى فصحى او عامية عامية لو سمحتىىىىىىىىىىىى ;p

    ردحذف
  3. مصطفى سيف
    (هل ان راينانا نستطيع معرفتنا ام نظل هكذا لغزا سرابيا غير معلوم الهوية )

    تعبيرك هو الرائع فعلا..فكرتني بقصاصة قديمة جدا ربما اتيكم بها غدا..

    دمت لي بمتابعتك الشيقة وتعليقاتك الرائعة

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. candy

    في الحقيقة كلها واقعية فكل ما اكتبه تحت بند قصاصات هو من واقع حياتي الشخصية..والمقطع التاني حدث معي فعلا لاني طبيبة وجائتني مريضة بهذا الموقف الغريب!

    شكرا لمرورك الجميل وتعليقك..
    ما مشكلة ابحثي ؟:)

    ردحذف
  6. ليس فشلا هذا الحنين إلى ما مضى .. هو فقط شيء من مشاهدة الماضي بعين المشاهد الحيادي فلا يمكننا -غالبا- أن نصبح حياديين إلا بعد فوات الأوان ..

    شيماء قصاصاتك الرائعة تخاطفتني من مقطع لآخر حتى فكرت أن أخصص ردا لكل مقطع على حدة هكذا أشعر بأني أفرغت مافي قلبي :) ولكن أكتفي حاليا بإبداء إعجابي الشديد بهذه القصاصات وبمعظم ما رأيته حتى الآن في مدونتك الرائعة

    سأحجز مكانا لي بين أجنحتك الزجاجية علّها تحملني معها غلى آفاق الحلم أو شاطئ الأمل

    سلمت يمينك عزيزتي ^_^ ومساء العطر

    ردحذف
  7. سعدية نورتيني..وأنا اللي يشرفني أن تحجزي مكان بين أجنحتي فهي من تتشرف بك..

    وأنت على حق فعلا نحن لا نصبح حياديين فعلا إلا بعد فوات الأاوان

    ردحذف
  8. اعجبني ما قرأت كثيرا ... مقاطع بها العديد من الافكار والاحاسيس الراقية ... وخاصة المقطع الثالث ... فربما يكون الانسان قد تعلم كثيرا من خبراته من الطبيعة .. حتي اذا ما امتلك العلم والخبرة ... انفصل عن الطبيعة من حوله ... فاصبح يعبث بها ويهدرها ... وايضا عن طبيعته هو بالاساس ... ربما ؟


    اسعدني مروري من هنا

    تحياتي

    ردحذف