الأربعاء، 24 أبريل 2013

قصاصات ..تهييس


كل فترة كبيرة بنزل قصاصات زي دي  تحت عنوان تهييس بكون كاتباها بالعامية..مع أني بحب الفصحى أكتر, ليه ؟
..مش لازم على فكرة كل حاجة يكون ليها تفسير منطقي..هو كدة وخلاص..

..............
امبارح ركبت عربية سوزوكي, كان السواق محترم قوي..محترم زيادة عن اللزوم بالنسبة لاي سواق شفته في حياتي..بنته تقريبا كانت راكبة وهي طفلة صغيرة جاية من المدرسة , ركبت انا وقالي اهلا وسهلا....وبعدين وقفتنا واحدة كبيرة شوية ..مكنتش هتقدر تطلع عشان العربية عالية فتحلها الباب اللي قدام وقالها اتفضلي اهلا وسهلا..ووقالها امسكي في الايد اللي عند الازاز وعلى مهلك..كنت حاسة اني بحترمه جدا..

فكرني قد ايه فيه ناس بسيطة بس ممكن تبقى كبيرة قوي في نظر نفسها ونظر الناس...
.................
امبارح برضه في العيادة جاتلنا واحدة عجوزة بابنها , قعدت تدعيلي كتير , وجنبي ممرضة قالتلها طيب وأنا يا حاجة مليش نصيب ؟ فدعيتلها وقالتلنا انتو متجوزين ؟ فالممرضة قالتلها لسة..فقعدت تدعيلنا كتير..حسيت الممرضة فرحانة قوي بالدعوة..

ساعات دعوة الغلبان ممكن تفرق كتير ..

.............
وأنا وخطيبي بندور في إعلانات النت عن شقة ..لقينا شقة ب 37 مليون جنيه في الزمالك ..كبيرة بس في النهاية مجرد شقة..صحيح قعدنا نضحك..بس برضه مكنتش مستوعبة أننا في مصر وعندنا ثلث الشعب تحت خط الفقر..وثلثه بيتأرجح على الخط ده..صعب تقتنع أن فيه ناس عايشة الحياة دي وبتنام بليل عادي !
فكرت في سؤال غريب وقلته لخطيبي..

هو لو حتى معانا كل المبلغ المهول ده..أقف قدام ربنا يسألني عملتي ايه ب 37 مليون جنيه أقول جبت بيهم شقة ؟

!!!!!!!!!!!!!!!!!

...............
لما بشوف أطفال شوارع بيلعبو ..ولما أعدي بالأتوبيس قريب من مناطق العشوائيات وألاقي مساحة فاضية معتبرينها ملعب كورة..أو حتى في الخانكة و الأماكن البسيطة اللي ممكن الناس تتريق عليها وتقول ياي ..ازاي حد يقعد هنا..
كل اللي  بفكر فيه أن الإنسان بيبقى غبي قوي ساعات..لما يفضل يفتكر أن المستوى المادي العالي هيرحه , الفلوس حاجة زي الأكل..لو جعان هتاكل اللي  قدامك وخلاص..لو مش جعان والأكل كتير هتفضل تفكر وتحتار تاكل ايه وتسيب ايه ونص وقتك هيضيع في الحيرة والنص الثاني في الندم انك أكلت جزء ومقدرتش تستمتع بالباقي..
بلاش حد يبص للناس دي بشفقة قوي..ساعات بيبقو أحسن مننا كلنا لأن همومهم على قدهم واحتياجاتهم برضه على قدهم..وبالتالي أبسط حاجة بتسعدهم..ممكن سعادة صعب قوي حد من الميسور يوصلها لأن سعادته مرتبطة بكلاكيع كتير ..ملهاش أي لازمة..

................

وحشتني المرجيحة بتاعة عم حلاوة..الله يرحمه , لقيت زيها من مدة قدامي بس منفعش اركبها..

.............

لما ببقى راكبة مواصلات , أكتر حاجة بتفرحني أني أشوف زرع في الطريق , شجرة ملونة ..وبالذات البنفسجي المنتشرة في الشهر ده..أو الحمراء اللي هتبان الشهر الجاي ..والورد بتاع الربيع..

لو معودتش روحك أنها تشوف الجمال قدامها وتركز معاه..هتبقى خسرت كتير..

.................

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

عصفور تحت المطر..الفصل الثالث


الفصل الثالث

*****
حسنا..أكل شيء على ما يرام يا بطل؟
لم يسمع ردا ..استدار فوجد صديقه يحدق عبر النافذة غارقا في عالم آخر ..
-أحمد..أحمد؟ نحن هنا..!!!!!

انتفض ونظر إليه في دهشة.

-أسف..لم انتبه..شرد ذهني لحظة

- هذا يبدو واضحا..لكنها لم تكن لحظة ..على كل حال.. كنت أسأل إن كان كل شيء على ما يرام؟ هل يناسبك هذا المسكن أكثر من سابقه؟

- نعم ..إنه مناسب تماما..لا أعرف كيف أشكرك ..لقد أجهدتك كثيرا الأشهر الماضية ..

- لم تجهدني على الاطلاق بل كنت تحرق نفسك إجهادا..لم أر منذ وقت طويل شخصا يدفن نفسه في العمل مثلك..أنا لا أفهمك حقا..ولكن هون على نفسك يا صديقي فالحياة نعيشها مرة واحدة فقط..

ابتسم احمد دون إن يجيب..

-حسن..سأذهب الآن لأن الوقت قد تأخر ,وزوجتي في انتظاري..
فتح الباب وهو يكمل:- عليك أنت أيضا أن تفكر في الزواج يا صديقي..صار لديك وظيفة مستقرة ومسكن جيد..صدقني إن الوحدة مزعجة إلى أقصى حد..سوف تدرك هذا فيما بعد..

وأغلق الباب..فجلس أحمد على أقرب مقعد إليه وهو يحدث نفسه..

(من السهل عليك ان تقول تزوج كما هو من السهل على أي إنسان ان يقول لي ذلك..لكن أين أذهب بمن سكنت قلبي ولم ترحل منه مطلقا؟)

أخذ نفسا عميقا..مضى وقت ..الكثير من الوقت..ثلاثة أشهر منذ سفره..وأشهر قبل ذلك لم يرها فيها مطلقا..ما أسرع ما تجري الأيام..مازال يذكر آخر لقاء بينهما كأنه الأمس..رغم انه قرر بحزم أن ينسى ولو تكلف ذلك سنوات..
ليس من العدل ان يعيش العمر على ذكرى فتاة أحبها بكل كيانه..ولم تبادله أبداً حباً بحب..

شعر بحزن كبير يغلفه وهو يقول في داخله بكل أسف الدنيا - ) آمل فقط يا منى أن تكوني أفضل حالا الآن..آمل أن تجدي من ينجح فيما فشلت فيه انا..إسعادك (

* * * * * * * * * * * * * * *

أي انسان كان ليسير على ذلك الشاطيء الرملي في تلك الساعة المبكرة كان بإمكانه بكل سهولة
أن يلمح ذلك الحزن المرسوم على وجه تلك الشابة اللي تجلس تتأمل البحر في صمت حزين..حزين

ما أغرب ما تفعل الحياة بالإنسان وأمنياته..فحيناً تكون أمنياته كالحفر في الصخور..وحينا كالرسم على الرمال
تأتي موجة فتمسحها ولا يتبقى منها إلا ذكريات باهتة في عقل من رسمها أو من رآها خلال عمرها القصير..


اقتربت منها صديقتها في هدوء كأنها تخشى أن تقطع حبل أفكارها..جلست بجوارها..التفتت إليها دون أن تتخلى عن صمتها ثم أعادت بصرها إلى البحر ..تنهدت تنهيدة حارة تعبر بألم عما يجيش بصدرها....لكنها لم تتكلم..

ظلت صديقتها صامتة فترة...ثم قالت في تردد:..

- منى..لماذا لا تتصلين به؟يمكنك أن تحصلي على رقمه هناك أو وسيلة اتصال به من عائلته.. لقد كنتم أصدقاء ..
ليس هناك ما يمنع ذلك..أستطيع ان اقوم بهذا عنك لو ترغبين.

أجابتها في هدوء وهي ترسم خطوطا واشكالا على الرمال..

- وماذا أقول له حين أسمع صوته؟ عذرا..لقد كنت حمقاء منذ شهور وأضعتك والآن أريد استعادة ما فقدت؟
إنه ليس مفتاحا فقدته يا حنان وحين اكتشفت ذلك عدت أبحث عنه..لقد مرت أشهر لم أره خلالها ولم يحاول الاتصال بي بأي وسيلة ثم سافر ..ومضى وقت على ذلك أيضا..

إنه يكره السفر..لكنه سافر رغم ذلك..هل تعرفين لماذا؟ لقد ابتعد بسببي..لقد جرحت قلبه إلى حد جعله يترك البلاد كلها ويرحل كي ينساني..فبأي حق أتصل به الان وقد مضت أشهر عديدة ولعله نسيني ولعله أيضا وجد الحب الذي يستحقه..
لقد أفسدت حياته مرة..لن أفسدها مرة أخرى..هو اتخذ قراراه ونفذه..كان هذا اختياره مثلما كان اختياري ألا أقبل به حين تقدم إلى طالبا يدي..

مهما كان اختياره صائبا أو خاطئا..ليس لي الحق الان أن أفعل شيئا قد يتسبب في ضرر أكبر له..

- وماذا أن كان لم ينسك؟ماذا لو كان ينتظر ان تتجه مشاعرك نحوه ؟

- قالت في سخرية حزينة...ينتظر !! كلا يا عزيزتي..لو انه كان ينتظر لما ذهب ..

-لا نستطيع الجزم..ولا تيأسي سريعا..ربما يعود..

عادت منى إلى صمتها ..ثم نهضت وهي تقول في شرود..: - نعم .ربما..

تابعتها حنان ببصرها وهي تمضي.ثم نظرت إلى الأرض حيث كانت ترسم..فوجدت خطوطا متقاطعة..وقلب في المنتصف..
.. فنهضت هي الأخرى وقد ترقرقت دمعة في عينيها..

..وقبل ان تذهب..جائت موجة قوية ..فمسحت جزئا من الرسم..ليتبقى فقط..نصف قلب
....