الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

(كل شيء يتغير ..إلا قانون التغير )




هذا ما يقال..وهذا ما نعرفه..وعلى الرغم من ذلك في أعماقنا ..نكرهه..

نكره أن تتغير الظروف من حولنا ..وأن تجبرنا على التغير, نكره أن نحب مكانا أو شخصا ثم يتغير..أو نكتشف أن الرحلة قد انتهت..وحان الوقت لرحلة جديدة..فنتغير.

...

أصعب ما يواجه الإنسان أن يقف في لحظة مسلما في يأس..أن الخريطة التي أعدها سلفا,لم تعد صالحة للاستمرار..حين ينظر لها فيكتشف أن طرقا ومسارات جديدة قد رسمت..وأخرى قديمة قد محيت ولم تعد ضمن نطاق الخيارات , .مناطق كان يتجه إليها اختفت..وأخرى جديدة ظهرت من حيث لم يتوقع..ولم يخطط..

لكن الشيء الجيد في كل هذا , أنه يجعل للأيام معنى ومذاق مختلف, رعب المغامرات يخيف لكنه يمنحنا بريق الحياة..وروعة التجربة..وقد نتفاجا انه على عكس كل التوقعات, ذلك الطريق الذي ظننا أننا نسير إليه مرغمين هو خير ما كان يمكن أن نحلم بالسير فيه..كان فقط مغلفا بالضباب فلم نره جيدا في بدايته..وعندما نراه جيدا..سننظر إلى الخلف بامتنان..إلى كل المفترقات التي دفعتنا دفعا إليه, وإلى كل العثرات التي كانت على طريقنا..وكنا نظنها لن تنتهي أبدا..سننظر إلى كل تلك النقاط الفاصلة في حياتنا ..ممتنين أنها جعلتنا ..ما نحن عليه.


اؤمن أن هناك دائما نقطة تتخذ فيها حياة المرء المنحنى الذي كان يفترض بها أن تأخده منذ البداية ,و أؤمن بأن هناك بصيص من الضوء يبرق بعيدا خلف غيمات المطر الشتوية حتى إذا لم نستطع رؤيته..

.......

23 اكتوبر 2012
شيماء عبادي
 
 
قصاصات


لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..

أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟

ربما.

د.شيماء عبادي

السبت، 20 أكتوبر 2012

ما بعد الغياب..




20 أكتوبر..اليوم يكون قد مضى بالتمام أربعة اشهر على رحيلي من هنا..أعترف أننا في أحيان كثيرة لابد أن نبتعد,أن نتوقف لنلتقط أنفاسنا..ولنحاول استيعاب ما تجري به المقادير في حياتنا..ربما الحقيقة أنني رحلت بعقلي عن هنا قبل وقت أطول..ولم يكن هجري لحسابي ومدوناتي سوى مجرد خطوة اخيرة احتجت لها ..فهل أستطيع أن أقول الآن انني عدت ؟

لا أدري..فأنا تغيرت..أربعة اشهر كانت كفيلة لأن تغير أشياء كثيرة..وقد كنت أكتب كثيرا..حتى مر بي في عامي الأخير الكثير من الأحداث..التي جعلتني غير قادرة على الفهم..فتركت القلم ..كنت أكتب اكثر مما أحيى فقررت أن أحيى أكثر مما اكتب...ربما بحواسي الأخرى أستطيع أن أفهم..

عرفت  منذ البداية العاصفة لعامي الخامس والعشرين أنه سيكون عاما صعبا مشحونا ..وقد كان حقا., أقساه كان الأشهر الاخيرة.. كانت عصيبة ومؤلمة لروحي بعنف لم أعهده سابقا أبدا,..لن أنسى ربيع وصيف 2012..فهذا التاريخ سيظل محفورا في ذاكرتني..الشهور التي سقتني الحياة من كاس نبيذها وعلقمها معا وكأن الألم والسعادة عليهما ان يرتبطا في ذهني حتى النهاية..كم شعرت في تلك اللحظة أن قلمي قد خذلني..وريشتي تخلت عني..وعالمي بأكمله كأنه أصابه انفجار بركاني..ليعاد تشكيله من جديد..الشهور كان علي أن أتخذ فيها الكثير من القرارات المصيرية,قرارات ظننتها تحتاج مني إلى الشجاعة..فأدركت أنها تحتاج إلى ماهو أكبر من الشجاعة بكثير..كانت تحتاج إلى الإيمان..فهل تحليت بالايمان الكافي في عمق روحي لأعبر هذه المنحدرات الصخرية؟أتمنى أن تثبت لي الأيام هذا..

و ها هو العام قد ولى..وبدأ منذ فترة لا بأس بها عامي السادس والعشرين ..بكل ما تغير في حياتي..وبكل خرائطي الجديدة..

فعما قريب ,بمشيئة الله..أبدأ حياة جديدة..أيام قليلة وأنتقل إلى مدينة جديدة..وعمل جديد..برفقة اناس جدد.. , ووحده الله يعلم إن كان رحيلا دائما أم وقتيا..فليكن ما قدر الله..

لن أدعي أنني أحببت مكانا أكثر من الأسكندرية..ولكن ماذا عساي اقول..أحيانا نقع في هوى أمكنة لا تقع في هوانا بنفس القدر..وأحيانا نعشق ما لا يمكن أن ننتمي إليه مهما حاولنا..لأن القدر سيقود خطانا بعيدا دائما....فنحن  نفكر ونريد ونتمنى..ولكن الله يفعل بنا ما يريد..

سيظل ما بيننا هوى على البعد يا معشوقتي الدائمة ..هكذا كان فيما مضى..وهكذا سيظل..على ما يبدو..


افتقدتكم جميعا ..حقيقة لا ادعاءاً, ورغم يقيني أن الكثيرين جدا قد نسوني في خضم أحداث الحياة.فمن الجيد أن ندرك أن البعض ولو كان قليلا هذا البعض..لم ينس نبضاتنا ولا أحرفنا..ولا ضجيج مزاحنا أو نحيب بكائنا..ورغم ذلك..كان اخر ما وضعت استعدادا لعودتي قصيدة درويش الرائعة..تنسى كأنك لم تكن..فنادرا ما نجد من يتحدث بلساننا..ليصوغ ما عجزنا نحن عن قوله..وينسج به كل ما فكرنا فيه..واعود لأستعير منها بعض الكلمات..

 

أنا للطريق
هناك من تمشي خُطاه على خُطاي
ومن سيسبقني إلى رُؤياي
من سيقول شعراً
في مديح حدائق المنفى أمام البيت
حراًمن غدي المقسوم
من غيبي ومن دنياي
حراً من عبادة أمس
من فردوسي الأرضي
حراًمن كناياتي ومن لغتي
فأشهد:أنني حُر وحي حين أُنسى