الأحد، 29 أبريل 2012

قصاصات 50



إذا كنت تعرف في داخلك أن لا مفر من المضي في ذلك الطريق..فامض..


كلما أبكرت في التحرك كلما كسبت يوما إضافيا في نهاية المطاف ..وحتى لو كنت لا تدري ماهي النهاية التي تنتظرك..ولو كنت عالقا في هذا الطريق دون سواه لأنه السبيل الوحيد المتاح..

لا تعاند قدرك..فحينها أنت هالك لا محالة..
لا تظل تنام وتستيقظ كل يوم محدقا في السبيل الذي تعرف جيدا أنك لن تسلك سواه في النهاية..خذ خطوتك الأولى ووفر على نفسك وقتا يضيع مع الخوف منها ولكنه خوف من شيء سيحدث حتما ..لأنك ستخطوها إن عاجلا أو آجلا..

تعلم كيف تمتلك شجاعة المضى قدما رغم كل شيء..بندب غائرة في جسدك بجراح مازالت نازفة و بأحلام محطمة وقلب كسير..فمع كل خطوة ستمضيها ستترك فيها قطرة من دمائك ومعها ستترك شيئا من أحزانك دون أن تدري..

فوحدك تدرك لماذا لم يبقى لك إلا هذا الممر ووحدك تدرك أي جحيم ستصطلي بناره فيه ولكنك أيضا , تعلم أن لا فائدة من الاختباء والهرب..فلفح النيران يطالك حيث أنت بالفعل..وأن لم تذهب أنت إليه سيأتيك هو برغم أنفك..


نعم لا شيء يضمن أن تصل إلى النهاية بقلب نابض وجسد مازالت تسري فيه دماء الحياة..ولا شيء يضمن أن ينتهي بك إلى شيء مفرح فربما أفضى بك إلى آلام جديدة..ولكن إذا كان هذا قدرك فاقبله بشجاعة الفرسان وامض حاملا سيفك ولو كان مشروخا .

.فأن تموت على صهوة جوادك مرفوع الجبين خير لك من أن تظل واقفا تتظاهر بالحياة على قارعة الطريق وأنت في داخلك ميت..ميت..
....

د شيماء عبادي
30 ابريل 2012




قصاصات 

لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..

أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟

ربما.

لا يوجد أسوأ من أن يصل القنوط بالمرء إلى لحظة قاتلة يسأل فيها ربه..
..
لماذا ؟
......
(رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ)..من سورة هود..

السبت، 28 أبريل 2012

رحمتك يا رب



حالة من الضيق تجعلني قادرة على ارتكاب جريمة قتل الآن..
هل من يرتكبون الجرائم كانوا مجرد بشر بلغ بيهم الضيق حدا خانقا جعلهم قادرون على فعل أي شيء ليتخلصو منه؟ ليستيطعو التنفس ؟
لا أدري حقا..

رحمتك بنا يارب

الأحد، 22 أبريل 2012

البؤس




للبؤس ملامح أخرى غير التي وصفتها يا جبران وللكآبة أياد أخطبوتية وليست حريرية كما قلت..
وكثيرا ما كانت له أجنحة غير تلك المتكسرة..فبعض الأجنحة يكمن عذابها أنها مرغمة على التحليق حتى النهاية.

زواج رغم أنف القانون !



أ عمل طبيبة تكليف في وحدة صحية بقرية ريفية في محافظة أخرى غير محافظة سكني الاسكندرية ,ولمن لا يعرف وظيفة طبيب التكليف فهي باختصار ..كل شيء..واي شيء..عندما يكون طبيب واحد فهو مدير الوحدة ورئيس الفريق وهو طبيب باطنة وأطفال وتنظيم أسرة ونسا وجراحات بسيطة وكل ما يقع تحت بندك (ممارس عام )..

ولأني الطبيبة الوحيدة في الوحدة وكان باقي زملائي الذين انكمشوا إلى واحد كلهم ذكور فلم يكن هناك سواي يتولى مهمة طب تنظيم الاسرة وأمراض النساء مع باقي المهام بسبب طبيعة المنطقة الريفية بالإضافة لرفض الأطباء الشباب العمل به هناك..


وهكذا بحكم طبيعة عملي التي تجعلني اتعامل مع كل الفئات العمرية وأتغلغل في حياة هذا المجتمع على مدار عام عامل حتى الآن..أدركت أن خلف اسوار هذا المجتمع..الكثير من الاسرار..


وقد تعودت أن أتعامل مع الزوجات صغيرات السن منذ بداية عملي الأمر الذي أدهشني في البداية , فقد كانت تأتيني زوجات في الثامنة عشر من عمرهن وقد أنجبن أتين للبحث في قصة تنظيم الأسرة وخلافه , لذا كان الأمر مألوفا لي مع الوقت أن تأتيني مريضة أو زائرة تبدو صغيرة وتحمل طفلا ..


ولكن منذ شهرين , لاحظت أن السن يتراجع للخلف , وبدأ الأمر يصبح غريبا ..فقد تراجع سن من يأتيني من المرضى للكشف أو من طالبات استخدام وسيلة لتظيم الأاسرة بعد الانجاب أصبح 17 ..ثم 16 ..ثم 15 !!!!!!!!


في ذلك اليوم نظرت للمريضة التي جائتني تشكو من ألم بالبطن ومعها سيدتين , قالت الممرضة لي هذه حماتها وهذه أختها , فنظرت للفتاة وكانت تبدو صغيرة الملامح ثم وقعت عيني على تذكرة الكشف المدون بها السن فوجدته 15 عاما ..والفتاة (اقصد السيدة ) حامل في 6 اشهر !

يومها حدقت في الثلاثي الذي يقف أمامي ..الزوجة والأخت (الحامل أيضا ) والحماة..(وكانت حماتها متسلطة تعاملها بعجرفة وأصابتني بالحنق والغيظ )..وانتهينا من الكشف وخرجن فأمسكت بذيل الممرضة وقلت لها انتظري ..ماهذا الذي رأيته لتوي ؟ كيف تتزوج الفتيات هنا بدون بطاقة رقم قومي وقبل
السن القانوني ؟ ألم ينقرض هذا الأمر ؟


وكان الرد الصاعق ..والحوار الغريب :

- اسكتي يا دكتورة ماهو من ساعة الثورة والدنيا باظت..
- نعم ؟ مال الثورة يالجواز كمان ؟
- ماهو من بعدها الناس باظت , وبقى البنت تكلم ولد في التليفون عادي ولا عالنت عادي واحنا عندنا مينفعش كدة , فبيجوزوهم بدري عشان يستروهم ويخلصو منهم وبقو بيتجوز عندهم ان شاء الله 13 أو 12 سنة عادي..
- يعني بيجوزو بناتهم من غير قسيمة ولا ماذون ؟
- اه وبيمضو الراجل على وصلات أمانة أو حاجة زي كدة .وهو ممكن يكون صغير برضه عادي جواز عرفي يعني ..وكل الناس بتعرف ..وبعدين لما تكمل السن بيكتب عليها بمأذون وممكن ساعتها يكون معاها عيلين أصلا ولا 3 عيال ..ويقطعو ساعتها الورق القديم ..يا دكتورة كل حاجة بتتعمل وبتنفع ومحدش بيسأل على حد دلوقتي ..ولا حد حاسس بحاجة.


وانتهى الحوار لضيق الوقت وتكدس الحالات..وعدت لأتابع عملي في أشد حالات الضيق والغيظ وكل ما يمكن وصفه..

ما هذا العبث ؟ إلى أي درجة تردى بنا الحال ؟ لتستباح طفولة بناتنا ويضيع مستقبل كل منهن وتعليمها وعمرها في زواج أهوج طائش لأن الكل يريد أن يتخلص من مصيبة ترقد في بيته وهي لم تصبح مصيبة بعد أصلا !

أليس هذا هو المجتمع الذي أوهمونا أن الأمية فيه تتراجع وتتلاشى وأن الزواج المبكر ينتهي وأن لا شيء فوق القانون ..ها أنا بعد عام أرى نسبة الأمية تفوق التعليم وحتى المتعلمات لا يكتمل تعليمهن بعد الأبتدائية والاعدادية في الظروف العادية, فمبالنا بمن يتم الزج بها في قضبان قفص الزوجية قبل الثالثة عشر وطبعا لا يعد هناك ما يسمى مدرسة ولا تعليم , أي مستقبل ينتظر هؤلاء الفتيات ؟ وأين القانون الذي يحميهن من براثن آباء ظالمين ومجتمع مجحف ؟ لأنه يخشى الفتنة فيقوم بفتنة أكبر ؟


وللعلم , في اعماق الريف عندما تتزوج الفتاة فإنها تتحول بالكامل إلى اسرة الزوج , تصبح حماتها هي الوصية والمسؤولة عنها وتصبح علاقتها بأهلها هي علاقة مهمشة ..فماذا حين تكون بين أسرة مستبدة كالتي رأيتها ؟ وتعامل كأنها جارية ؟ من يأخذ لها حقها تلك الطفلة ؟ماذا حين تصبح هذه الفتاة في السابعة عشر وبعد أن يتزوج عليها زوجها زوجة أخرى من يعيد لها حق السنوات المسروقة وعمرها الضائع وهي بين ذراعيها ثلاثة أطفال ؟ بل كيف تربي طفلة أطفالا أصلا ؟ وكيف أتعامل مع طفلة تأتيني مع حماتها لأن حماتها ستقرر لها أي وسيلة منع حمل تستخدم ولأي مدة وهذا طبيعي طبعا لأن من أتحدث منها لا تفهم أي شيء في أي شيء..كلما سألتها سؤالا ضحكت أو نظرت لي نظرة تدل على عدم الفهم..فكيف أتعامل معها في أمر شائك مثل هذا ؟ كيف أحدثها عن أسرة وبيت وحياة وحرية اتخاذ القرار , لا أعرف حتى إن كانت تفهم معنى هذه الكلمات ..وكيف أتحدث معها في أمور الزوجية وهي في هذا السن فأنا رغم أنفي أرى أمامي طفلة ! عندها كل امرأة تزوج ابنها لفتاة صغيرة وتكون هي الحاكم المتسلط على كل ما يتعلق بها ..

فكم جائني من سيدات متزوجات صغيرات مساكين اضطررت لاستخدام سلاح موقعي كطبيبة لاجبار حمواتهم على احترام ادميتهن إلى حد أن طردت مرة حماة زوجة من غرفة الكشف بحقي في احترام خصوصية مريضتي التي اتضح انها خائفة أن تقول لي حقيقة رغبتها في الحمل وحماتها تجبرها على منعه !


لا داعي طبعا لذكر قضية ختان الإناث أيضا التي وجدت نفسي مرغمة على مواجهتها هناك بشراسة واستخدام كل أساليب اللإقناع ,وكل ما تعلمته في حياتي وخبراتي لأتعامل مع نفسيات وعقول مريضة لأصل بفتياتهم إلى بر الأمان ..وهي محاولات الله وحده أدرى بمدى نجاحها أم فشلها..


معذرة قد يجرح كلامي أصحاب القلوب المرهفة , والمثل العليا ,وقد كنت كذلك يوما ولكني تغيرت..فالمثل العليا وحدها لا تكفي لتجعلني أتحمل ما أراه هناك يوميا ..وبح صوتي في مواجهته فالأمر أعقد بكثير من كلمة طبيب تقال..ومجهود فردي يتم..في ذهني خطط ما صغيرة ولكنها لن تنفع كثيرا فأنا لن أبقى في ذلك المكان طويلا وسأرحل ذات يوم فمن ينقذ هذه الأماكن ومن ينقذ فتياتنا وشبابنا من براثن هذا الطغيان والجهل ؟


الوضع في الريف في مصر يفوق سوادا ما يرسمه لنا أصحاب الكلمات المنمقة على التلفيزيون والجرائد وما علمونا إياه في المدارس..إنه حقيقة سوداء قاتمة ومظلمة..,يغرق في الجهل والتخلف والظلم والفقر..شيء مؤسف ومزري ومحزن أن نكتشف أن في مصر كل هذا القدر من القذارة ..عالم لا حياة أدمية فيه ولا عقول تحاول أن تفهم وتتردى بأنفسها من سيء لاسوأ , عقود من الظلام عششت في هذه العقول حتى أصابها الصدأ ومن يدفع الثمن هم جيل الحاضر الذي أصبح مدفونا تحت الرمال بين القذارة والأوحال..والعادات القديمة العقيمة..بنات مصر تستباح كل حقوقهم من طفولة وتعليم وحق في الادراك وفهم الحياة واختيار الزوج والعيش في كرامة ومصر ومن يحكمها غارقون في شؤؤونهم الخاصة

والله لو كان بيدي لأطرت رقبة كل من له دور مسؤول في أن يصل الحال بهذه الأماكن إلى هذا ولم يكن ليطرف لي جفن..

فحسبي الله ونعم الوكيل ..ولعنة الله على كل ظالم وكل راع لم يكن مسؤولا عن رعيته..
.....

د شيماء عبادي
22 ابريل 2012

السبت، 21 أبريل 2012

مقتطفات من قصص لم تكتمل ..11





تسألني إن كنت أحبتك؟!


أيسأل الندى زهرة عانقته في نسيم الفجر..كيف تعشقه؟

هل لابد أن أنطقها لتتأكد ؟ ألم تفصح عيني عن عمق قلبي ؟..أنت تجهل المرأة إذاً, فسر المرأة يكمن في عينيها...
في ارتعاشة أجفاني لغة وحدك يجب أن تفهمها ..وتفك طلاسم نظراتي لتنسج منها شعرا وحدك تقرأ حروفه وتعزف ألحانه..
......
21 ابريل 2012 

.............................................







أرادت في تلك الليلة الطويلة بسهاد كان هو بطله أن تنام أخيرا ولا تحلم به..



فلم تنم سوى ساعة..ولم تحلم إلا به..
.........

9ا ابريل 2012


.............................




لم يكن بعدي عنكِ اختيارا بل كان قدرا ..


فالبعض لابد أن نحترم أنهم يمرون بحياتنا مرورا عابرا..حتى ولو أخذوا قلوبنا معهم في هذا المرور العابر..

لا يجوز أن نتشبث بأطراف حقائبهم مطالبينهم بترك ما أخذوه فيها..
....
20 ابريل 2012 


.............................................




صوتك بحميميته في قلبي ...هو الشيء الوحيد القادر على انتزاعي من عمق أحلامي 

إلى لحظة تستحق على أرض الواقع..

.........

20ابريل 2012

....................................



ها أنتم ذا الآن تكتشفون أنني خسرت حبا ..لكن الشمس ستستمر في الشروق كل يوم والقمر لن يغيب.. فمنذ بدء الخليقة وقصص الحب تئن تحت التراب موؤودة وتحلق في الفضاء مقتولة فهل تغير العالم ؟



لا ..لم يتغير..ولن يتغير..
......
21 ابريل 2012

مقتطفات من قصص لم تكتمل


ربما كانت كل منها لقطة من رواية أو قصة , أو حتى نواة لها.. هي مقتطفات من قصص ..ربما تكتمل يوما..وربما لا..


د.شيماء عبادي 

حلم متعال





أيها الحب الساكن على قمر..في سماء لا تطال
بيني وبينك غيوم وجبال
وحلم في القلب متعال
لا تلمني على عشق
قدره أن يكون محال
أيلوم السهم القوس المشدود أن أطلقه ؟
اتلوم الفراشات الضوء أن أبهرها؟
فليت القوس حرر سهمه
وليت الضوء أحرقها

لكن السهم بقى معلق في القلب المفطور
وبقيت الفراشة تحلق بجناح مكسور

من قال ..إن الحب أرض لا تبور ؟

العشق الذي يولد بين أرض وسماء
يسافر على جناح حمامة بيضاء
أرنو إليه بنظري في حب ورجاء
سأراقبه على البعد..
والأفق يحتضنه بكرم وسخاء 





>>>>>>>>>>>>>




د شيماء عبادي 
20 ابريل 2012

الأربعاء، 18 أبريل 2012

الحب الحقيقي كالشمس





ثم التفت بنظره إليها وتأملها.. كانت تبدو له صورة مجسمة للحزن الذي لا يكفيه جوف الإنسان فيفيض من عينيه.. وكانت تلك النظرة الحزينة في عينيها بمثابة سيف من نار يغمد في قلبه.. لكنه تماسك وهو يتذكر تلك الكلمات القليلة التي كتبها في أجندة مذكراته وظل يقرؤها كل يوم عشرات المرات..
(الحب الحقيقي كالشمس التي قد تتوارى خلف السحب.. لكن تبقى أشعتها الحانية تبعث الدفء في النفوس.. إنه القوة التي يحتاجها الإنسان ليستطيع أن يفعل الأفضل لمن يحب.. وليس الأفضل لنفسه).
كان قلبه يصرخ طوال الوقت ويطالبه بأن يقول الحقيقة.. أن يقول لها إنه يحبها.. ولطالما أحبها.. لكن ضميره كان كاتماً قوياً يكتم تلك الصرخات حتى لا تتجاوزه.. وهو يطالبه بأن يكون عادلاً.. وأن يقول الحقائق الأخرى ويعترف بها كما اعترف لنفسه بتلك الحقيقة..

......

من روايتي (رسالة إلى القدر )

...................

يشرفني دعوتكم لحفل وتوقيع الرواية في مكتبة ألف فرع الاسكندرية بجوار روستري 
الجمعة 20 ابريل في تمام الساعة الخامسة والنصف 

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

قصاصات..49



لعلي تأخرت في الانتباه لحقيقة ..أن بعض الأشياء تشبه الشهب..لا تكاد تظهر إلا وتختفي..

فمهما توهجت في سماء عالمنا لن تبقى معلقة فيها للأبد..ومهما حاولنا أن نلحق بها لن نستطيع..لذا لا يجب أن نعلق بها أبصارنا ولا قلوبنا فهي تمرق سريعا في الأفق..اسرع من قدرتنا على الإدراك..لا يبقى خلفها سوى كوكبة من التساؤلات التي يتزعمها سؤال جوهري..أكان هذا حقيقيا ؟

وحين نعرف إجابة السؤال.. يكون الوقت قد مضى بمقياس أخر تماما..ولم يعد هناك سوى سماء ساكنة..هادئة..مظلمة..تحمل آخر إجابة أردناها..وتوقعناها..

فمن له الحق يلوم الشهب على كونها شهبا ومن يلوم البشر على كونهم بشرا ؟

.......
17 ابريل 2012

***************** 





مهما كان الوقوف مرة أخرى صعبا..

فدائما نعرف أننا في مرحلة ما لابد أن نعود ونقف..حتى لو كان وقوفنا على حافة صغيرة بالكاد تسع أقدامنا..

ليس فقط لأننا لا يجب أن نبقى في عثراتنا حتى النهاية..ولكن لأن هناك دائما من لابد أن نقف لنجذب بيده..وإذا تأخرنا كثيرا قد نفقد هذه الفرصة للأبد..

......

3 ابريل 2012







*****************


لا أحد يعرف نفسه بحق إلا عندما تصفعه الحياة بقسوة..مرة ومرات..
عندها فقط سيعرف أي معدن يحمل..واي قوة يمتلك للصمود في مواجهة العواصف..
تماما مثلما لن يعرف حقيقة صلاحه أو فساده إلا في مواجهة غواية الشيطان بأمواجها الهادرة..

آآه أفلاطون يا عزيزي..كنت تهذي حتما حين أردت أن يكون هناك مدينة فاضلة ,كيف توجد المدينة الفاضلة ونحن نعيش مع الشيطان جنبا إلى جنب ؟ بل في داخل كل منا شيطان صغير ...وعن أي مدينة فاضلة كنت تتحدث حين يسكنها الانس والجن يا صديقي معا ؟

معذرة ولكني لم أتفق معك يوما ..ولن أتفق..
.....
17 ابريل  2012 

****************** 




ليست القضية أن نصمت نحن ,طالما العالم من حولنا يموج بكل هذا الصخب..
وليست كذلك في أن نرحل عن أماكن تتعبنا..طالما سنحمل معنا في جيوب أرواحنا كل ما يزعجنا !


...


2 ابريل 2012

********************** 



انتظر..مهما كان انتظارك غريبا أو صعبا..فكل الأنهار يمكن عبورها بالقارب المناسب ..


وليس هناك قارب أفضل من الصبر.

...
الصورة : بعدستي..في أسوان الحبيبة

16 ابريل 2012





******************









لا يزال للموت تلك الرهبة في قلبي رغم كل شيء..
أرادوا في الطب أن يعلمونا كيف نكون قساة , بعد سنوات طويلة من محاولة احتراف القسوة فشلت حتى وان تظاهرت بالعكس ,لقد ظننت طوال سنوات الكلية أن قدراتنا على تحمل الموت تغيرت بوجودنا في المشرحة ولكن التعامل مع أجساد الموتى المحفوظة في لامشرحة شيء ورؤية الموت أمام عينك تتراقص أشباحه حولك شيء آخر..فهذا هو الشيء الذي لم يفلح أحد في تعليمي إياه..لم يعلمني أحد كيف أنظر لهذا الجسد المسجي حين تغادره روحه أمامي دون أن أفكر أين ياترى ذهبت روحه الآن ولم يعلمني شيء كيف لا أشعر بذلك الانقباض في صدري أمام ملامح جسد فارقته الحياة لتوهها..


منذ أيام جاء رجل عجوز إلى الوحدة الصحية لا يشتكي سوى من أعراض بسيطة ثم فجأة تهدورت حالته أمامي دون أعراض واضحة لمشكلة محددة ..ولا أعرف فعلا لماذا نظرت لعينيه الزائغتين وشعرت أن أجنحة الموت ترفرف حولي..ورغم إصراري أن يتم نقله للمستشفى ورغم أنه عاد لبيته ذلك اليوم دون مشاكل إلا أن لا شيء أزال من ذاكرتي مشهد عينيه الزائغتين..وشعوري بتلك الطيور السوداء يومها..

ولم يمض سوى اسبوع حتى تم استدعائي لرؤيته في البيت وقد دخل في غيبوبة كاملة يومها ادركت أنه ملك الموت متأهب تماما هذه المرة ,ولعل من سخافات المهنة أن تقول لك روحك الرحيمة دعه يرحل في سلام فقد جاوز من العمر عتيا , ولكن لسانك يجبرك أن تخبرهم بضرورة نقله للمستشفى وأنت تعلم يقينا في أعماقك أنه ربما لن يصل إليها ..

وعدت إلى الوحدة في اليوم التاتي فاستقبلني نبأ وفاته ..وذهبت لرؤيته كي أكتب شهادة وفاته (وهي أحد المهام التي أكرهها وأجبرتني ظروف عملي عليها بقسوة ) ..وعدت أشعر بنفس الرهبة ونفس الانقباض رغم أن ملامحي لم تشي بشيء..

ودائما ما ينتابني هاجس غريب في هذه الأوقات..من يا ترى الذي سيقف موقفي ..حين أقف أنا موقف هؤلاء ؟


ليرحمنا الله جميعا أحياء وأموات..وليرحم موتانا وكل موتى المسلمين..آمين يارب..

........





17 ابريل




******************** 



لا بأس أن يتحمل المرء سياط ضميره من حين لآخر..لا بأس أن يعذبه بشعوره بالإثم ويتآمر مع النوم ليجعله يجافي  عينيه....ويحرق أجفانه بدموع الندم ..

فخير له وأكرم أن يقوم ضميره بجلده في صمت  بدلا من أن يقوم بهذه المهمة ..شخص آخر..

....
17 ابريل 2012

*********************

د .شيماء عبادي 

قصاصات 


لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..
أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟
ربما.

الاثنين، 9 أبريل 2012

{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}



اللهم اربط على قلوب المهمومين والمكلومين ..كن رحيما بنا يارب وشد من أزرنا فوحدك تعلم..وحدك ترى وتسمع..

ارزق القلوب الضعيفة شجاعة الصبر والتحمل... وامنحها الإيمان بغد أجمل..



الاثنين، 2 أبريل 2012

قصاصات 48..




لافيستا كلاسيك..لافيستا فانيليا..لافيستا كريمي ..ممم..ترى بأيهم أبدأ اليوم وأنا اتجول في أروقة أندروميدا ؟؟؟




ليست ألغاز سأوضح لكم الأمر..

ولنبدأ بأندروميدا لمن لا يعرفها..هذا اسم مجرة في الفضاء..لكنه أيضا عنوان مدونة إلكترونية أكتشفتها مؤخرا وضع صاحبها عليها أولى رواياته بالكامل..اسمها (بلوجرز ..رحلة صعود) وهي فعلا شيء عندما بدأت فيه قلت في داخلي يا للروعة إن كانت هذه أولى تجاربه فما الذي يجب أن أنتظره في الثانية ..ملحمة ؟..سأرفق لينك المدونة ربما تستمتعون بها كما أستمتع هذه الأيام..وكما اتوقع لصاحبها هو الآخر..رحلة صعود نحو القمة قريبا..

أما لافيستا..أو كما يكتب (la' festa ) فهو نوع من أنواع الكابتشينو أظنه مستورد لأن غلافه غريب جدا لكني أحبه جداااااااا ..ومتوفر بنكهات عديدة..كنت منذ زمن لم اشتريه حتى أنني نسيت ماذا كانت نكهتي المفضلة فيه ..لذا حين وجدته أمامي جئت بثلاثة احتمالات تحسبا..لكن الاختيار جد عسير..فهو نوع رائع ..ومن يعشقون مشتقات القهوة والكابتشينو مثلي ويتذوقون ويجربون الأنواع كل حين أنصحهم بتجربته فهو فعلا مذاق غني ورائع..لكن حذار إذا كنتم تتاثرون بالمنبهات لأن تأثيره يدوم لساعات لذا لا تتناولوه في وقت متأخر وإلا (سهرتكم هتبقى صباحي تماما وهتقابلوني هنا الساعة 4 فجرا وقد أعذر من أنذر)..أما لمن يعتبرون كل هذه الأشياء مجرد منبهات فسيجدونه شيء مختلف وجيد لكنهم لن يغوصو معه في أعماق الروعة ذاتها..
أما المتعة حين تكتمل بالنسبة لي فهي عندما تمتزج روعة كابتشينو مثل هذا النوع مع قراءة شيء مميز يعجبني ..وحبذا لو أضيف للجلسة صوت جروبان أو موسيقى يانني وأندريه ريو..يصبح التحليق فكرة ليست غريبة..

ها..مقولتوش أبدأ بأي نكهة فيهم النهاردة ؟؟قدامكم كام ساعة تساعدوني على الاختيار

إليكم اندروميدا

******************





وبمناسبة الكاتشينو أيضا..تذكرت موقف غريب جدا حدث منذ أشهر.
كنت في القاهرة .لإنجاز بعض الأمور ,وكنت سأبيت عند خالتي وبينما اسير مع ابن خالتي الهمام ,
قلت له اريد شراء كابتشينو فدعنا نتوقف في أي مكان , سألت في أول محل قابلنا لم أجد
رغم اني لم أكن أطمع في نوع غريب كنت سأشتري نوع (دامور بالبندق ) وهو احد الأنواع المنتشرة لكن المفضلة لدي..
المهم أخبرني أن أنتظر وعندما نقترب من البيت هناك سوبرماركت لديه كل شيء حتما سأجد هناك,
وظللنا نتجاهل المحلات والبقالات الواحد تلو الآخر وأنا أتوسل إليه..دعني أسأل ماذا يضيرك؟ وهو مصر ..
خاصة أنني أعرف أن المنطقة شعبية إلى حد ما وربما لا أجد فيه ما أريد
المهم استسلمت ثم وصلنا للسوبرماركت العظيم وطبعا انتو فهمتو من كلمة عظيم الموقف كان شكله ايه..
دخلت ببراءة لأسأل البائع : عندك كابوتشينو دامر بندق ؟
فنظر لي ببلاهة ثم طلب إعادة الإسم فأعدته فأعاد النظرة البلهاء..
ثم قال لي :عندي من ده..واشار إلى مجموعة نكهات تندرج كلها تحت نوع وماركة معينة لا أحبذها عادة
تنهدت وقلت له حسنا..اعطيني بالبندق
فأعطاني واحدا نظرت له ثم قلت له بدهشة :
ليس بالبندق ..ده بالموكا !

وصدقا لا اعرف لماذا نظر لي كأني وجهت له سبابا فاحشا مثلا (هي موكا تشبه شتيمة في القاهرة ؟مش عارفة ) المهم قالي ليه نعم ؟ايه موكا دي ؟
قلتله : موكا ..نوع من القهوة حضرتك.!.أقولك..بص ..وريني اللي لونه أخضر
قلتها لاني لمحت النكهة بالانجليزية ..فجاء به وهو يتبرم ويتمتم بكلمات غاضبة لم افهمها
نظرت فيه فوجدته بالبندق فعلا قلت ماشي النوع مش قد كدة نعديها ..
لكنه قال لي ها ؟ قلتله خلاص هو ده..
قاللي لأ
قلتله هو ايه اللي لأ؟
قال : مش ده اللي بالبندق
فكدت أنفجر فيه غيظا لكني صمت وأدرت الغلاف ووجهته له حيث مكتوب بالعربية بخط صغير : بنكهة البندق
لكنه أشاح بوجهه في كبرياء أجوف..وابن خالتي ينقل بصره بيني وقد بدأت افقد صبري وبين الرجل الذي يعرفه وقد بدأ يستشيط غضبا دون مبرر
وهو يكاد ينفجر ضحكا
قلت للبائع :فليكن سآخذه..فقال لي بعجرفة :
ماشي براحتك بس مش هو ده !!!

فأخذته وخرجت وأنا أردد بأن أصحاب العقول في رااااااااااااحة..
ثم انتابتني موجة ضحك هستيرية حين قالي لي ابن خالتي :
داخلة تقولي للراجل موكا ..ده انا معرفهاش حرام عليكي..
قلتله يعني انت متعرفش حاجة وموديني لبياع ميعرفش حاجة وواضح انه بيبيع للناس اللي مش عارفة حاجة ..
وأطلقت على ابن خالتي من يومها لقب موكا حتى لا يفكر في تكرار فعلته الشنيعة ويتدخل فيما لا يفهم..





************




د شيماء عبادي 


1 ابريل 2012


قصاصات 


لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي
هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..
أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟
ربما.