الخميس، 20 يونيو 2013

قصاصات 66




جاء الربيع ومضى..ولم أنعم برؤية زهرة الربيع البيضاء التي أعشقها , كانت تنتشهر في الأسكندرية وأنتظرها كل ربيع , ولكن لم تواتني الفرصة لأستمتع بها هذا العام..
ولكن ممتنة لأني وجدت في بعض أماكن القاهرة وهنا في المستشفى حيث أعمل بالخانكة , عددا لا بأس به من أشجار البوينسوانا التي تزهر بزهورها الحمراء كل ربيع..فتحلق بروحي معها حول عالم سحري ملون وجميل..وخففت من شعوري بالغربة عن ربيع الأسكندرية الذي لا يعوض..
ثم في أخر أجازة لي عدت من الأسكندرية وكانت الأشجار هناك لا تزال حمراء , ولكنني وجدت الأشجار التي أمام سكني وقد فقدت كل أزهارها فجأة , تعجبت كيف يمكن أن يحدث هذا في ثلاثة أيام غبتهم , ليس من عادة هذا النوع من الاشجار أن يفقد أزهاره هكذا فجأة..لعل اختلاف الطقس..ولعل لأن القاهرة تعجز عن الاحتفاظ بجمالية الأشياء طويلا..فهي مدينة مرهَقة على الدوام..ومرهِقة .

...........




في المترو الزدحم , حيق لا مجال لأن أتنفس, دار الحديث الذي اصبح في كل مكان ..بين متعصب لمرسي..,متعصب ضده..ثم أصبح الحديث جدالا ثم أصبح شجارا..كبيرا وصاخبا .

وأصبحت أعرف فقط أننا جميعا نسير في طريق مسدود..والله وحده يعلم ما الذي يتظرنا .

................


قلت ذات مرة لزملائي أن آفة الإنسان التعود , فهو يتعود على كل أمر مهما كان مرهقا ومكروها له في بدايته, لعلها ليست آفة حقا ..لعلها من رحمة الله بنا ..فبعض الأمور لو لم نعتدها ونألفها..لصارت الحياة جحيما لا يحتمل..

.................


لا يوجد أسوأ من الاختيار بين ألم تعرفه وألم تجهله..فلا أنت تنجو مما تعرف ..ولا أنت مدرك إن كنت قادر على تحمل ما تجهل..
الشيء الوحيد الذي أعرفه من في كل مرة وقعت فيها بين فخي هذين الاختيارين..تركت الخيرة لله..وسألته أن يرزقني الصبر على أي الطريقين..
وها أنا أدعوه مرة أخرى ..اللهم الهمني رشدي...وارزقني الصبر ..

.............




منذ بدأت مسيرتي المهنية وأنا لم أقضي رمضان كما يجب ابدا..ولا أملك الوقت ولا الظروف لصلاة التراويح..

 أتذكر الآن صوت الشيخ حاتم الذي كنا نسمعه بجوار المستشفى الميري عندما كنت في الامتياز ونحن نعمل في قسم الاستقبال ..وأتذكر صوت الشيخ علاء الشجي الذي كنت اسمعه بجوار بيتنا عندما كنت اصلي هناك..عندما تسنح الفرصة..
 وهذا العام أعرف أن رمضان سيكون أصعب عندما أقضيه وحدي في النوباتجيات والمستشفى..بعيدا عن أهلي وعن كل من أحب..

ولكني أصبر نفسي بأجر من يقضي حوائج الناس ومن يمضي بعيدا في طريق يريد به علما وأتذكر زملائي العديدين الذين يعيشون نفس الحال فأدعو لي ولهم جميعا وأسأل الله أن يرزقنا ثواب العبادة بالعمل ولا يحرمنا منه كما حرمنا ثواب العبادة في المساجد ولكنني رغم ذلك ورغما عني...اشتاق لرمضان  كما عشته من قبل يوما  
 ..............
 20/6/2013




قصاصات





لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..

أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟

ربما.

د.شيماء عبادي

الاثنين، 17 يونيو 2013

حتى يشهد الصبر




قرأت ذات يوم أن الأسوأ من أن تتحقق الأشياء التي تمنيناها..أن تتحقق وقد تأخر الوقت..وتغيرت الأحوال والأنفس..
وها هو شيء أردته طويلا جدا ثم حين يأست منه وغيرت مساري إذا  به يلوح لي ,ولكنني لم أعد أعرف..أما زلت أنا نفس التي تشبثت به كثيرا ؟

بعض الآلام تستحل قلوبنا مسكنا لها حتى نألفها وتألفنا..ويغدو تغيرها أمرا غريبا غير مأمون العواقب .
الحياة تستمر..والاقوياء يقال عنهم دائما أنهم يتحملون كثيرا وطويلا ولكن ماذا لو كانت قدرة تحملهم تفتك بهم ؟


 لم يبق لي سوى بقايا قوة أضمها إلى شتات أحلامي وأمضي ..ثمة جراح لن تتوقف عن النزف..ثمة خسائر لن تعوض..ثمة أوراق لم تعد رابحة ..ثمة أماكن لم تعد تمثل نفس الوطن..


 وثمة أمنيات ألقت بحملها على الرصيف وتدثرت بأضواء الليل الباهتة ..ولم أعد أراها كثيرا..

الاختيارات المرهقة تحيرني كل حين وآخر  وتضعني في مفترقات طرق..ماعاد في احتمالي المزيد منها..في مرحلة ما يتوق المرء للشعور بالاستقرار..يتمنى أن يقرر طريقه وأن يعرف إلى أين يذهب وماذا سيفعل..


يقولون أنني قوية ..ويقول لي أبي , اصبري قليلا بعد..ولكني منذ وقت طويل صابرة يا أبي ولم أر للفجر بشائر ..فهل الخطأ فينا أم في وطن يعجزنا ويسلب منا الحياة قبل أن يسلبها القبر ؟ 

ولكنني سأصبر يا أبي على بلادي أكثر, ساصبر حتى يشهد الصبر أنني صبرت ..

.......
17 يونيو 2013