الثلاثاء، 19 مارس 2013

قصاصات 62..(عن الكتابة نتحدث )


ذات حديث ,قال لي صديق شاعر أحترمه كثيرا..وأقدره أكثر..أن قلمي يستحق أن يذاع صيته وأن يقرأ لي الجميع ,كان ومازال يدعمني ..قبل نشر روايتي وبعدها..لأنه يؤمن بي كما يقول..ويؤمن بأنني سأكون الأفضل..ولم أستطع أن أقنعه وقتها بأن هذا لم يعد يهم..ربما لأني لم أتمكن من قول الحقيقة كاملة..

إن أغرب المفارقات أنني أردت أن أكون الأفضل في الطب دائما ولم أسع يوما لأكون الأفضل في الأدب..ربما لأنني لا أعرف أين أنا على خريطة الأدب بعد..وربما لأنني لا أهتم حقا إن بقيت الأفضل أم لا ..فأنا لم أتخذها مهنة ..ولن أفعل..
وبعد مرور كل هذا الوقت الآن..صار لدي شك..ربما لن أكون الأفضل لا في هذا..ولا في ذاك..

البعض يكتب ليتكسب والبعض يكتب ليثرثر عن دواخله والبعض يكتب ليقول للآخرين شيئا ما..ربما أنتمي للفصيل الآخير أحيانا..وأحيانا أنتمي إلى ذلك الفصيل القليل الذي يكتب ..ليحيى..


 ما عشنا لنكتب يا صديقي بل نحن من هؤلاء الذين يحتاجون للكتابة ليستطيعو الحياة...ليجدو وسيلة للتعايش مع هذا العالم البائس..وايجاد لغة للتفاهم مع من فيه..
عندها لن نهتم أبدا ما إذا اصابتنا شهرة مدوية أم ظلت حروفنا مدفونة في عمق رمال الصحراء حيث لا يدري بها أحد ولا يسمع..كون كل منا قد وجد طريقته التي تمكنه من الإستيقاظ صباحا دون أن يفقد عقله أو مشاعره..

مما أفكر فيه كثيرا, هو أن ما يختلف في الكتابة, أنها تبقى أحيانا بعدما نرحل , أفكر..ذات يوم سوف أموت وبعد مضي سنوات قد تقع بعض أحرفي أمام عين إنسان..تراه ينظر لها حينها بذات النظرة التي رمقنا بها كتب من قرأنا لهم ؟
تراه سيشعر مثلي..عندما أقرأ كتابا قديما , ها هنا مر رجل ما أو أمرأة حيث قال لنا ما أراد وربما كان ثمن ما أراد..قطعة من حياته؟ 




الكتابة موجعة..سواء كان ما نكتب عنه خارجنا أو داخلنا , من يكتب بقلبه وروحه ليس كمن يمسك بالقلم ليزخرف كلمات ويرصها صفوفا حيث لا تقع من القلب ولا العقل أي موقع..هكذا تعذب كل من سبقونا بأقلامهم فهل هذا ما سوف يحدث لنا ؟ أتساءل عندما يتحدث الناس عن الموهبة , وعن الأدباء القدامي..هل حقا كانوا يسعدون لأنهم يكتبون ؟كانت لحظات الكتابة ممتعة؟ واقع الحياة يقول أن كثير منهم كانو في سباق مع أنفسهم ليتركو كل ما يريدون تركه في الحياة..لم تكن قضية ثرثرة..لم تكن قضية استمتاع بما يفعلون..كانت قضية حياة أو موت !

لعلك تفهم الآن يا أخي..لماذا تنتابني أحيانا تلك الهواجس بالرغبة في الهروب عن الكتابة ثم تتجاذبني شواطئها فأعود لا أعرف في كل مرة مالذي يدفعني بعيدا ولا ما يعود بي ..أعرف فقط أنني أحيى بقلمي على حافة متأججة..وأعرف أنك تفعل .وكل من يعتبرون الكتابة جزءمن أرواحهم .يفعلون..



19 مارس 2013








قصاصات





لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..

أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟

ربما.

د.شيماء عبادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق