الأحد، 17 مارس 2013

قصاصات 61



أحاول ألا أرى الخلفية المزعجة للعالم في عيني ..لكنني دائما لا أستطيع..


وكلما أمعنت في محاولة التركيز على النوتات الهادئة في الحياة يزعجني الصخب المجاور..


مرغمة أستمع إلى ضجيج الشوارع ليلا , مرغمة أستمع إلى النشاز من الأصوات نهارا في كل وسيلة مواصلات نركبها,مرغمة تخترق أذناي صرخات وسباب ..


ثمة شيء ما يجعل كل ما حولي غير متجانس معي أو لعلي غير متجانسة معه..حتى صارت حياتي فوضى بكل ما تعنيه الكلمة
وصرت أنا.. فوضى تسير على قدمين..


                                                                          ...................



عندما نغض الطرف عن كبريائنا يصبح كل شيء آخر مستباح, فبأي حق عندها نتكلم وقد خسرنا كل ما هو مهم في الحقيقة ؟

.....................



 قال لي صديق منذ فترة..أنه يرجو أن أعود إلى الأدب بقوة , وإلى التركيز في روايتي الثانية لإنجازها ونشرها ,
وأخبرته أنني أشعر فجأة بحالة من السخف..حقا أشعر أن الأمر سخيف بشكل لا يحتمل..كنت محبطة..ثم حدثت بعض المشاكل مؤخرا يما يتعلق بروايتي الأولى زادتني إحباطا..وشعورا بالمزيد والمزيد من السخافة..


لا أعرف من الذي لم يعد يملك القوة أنا أم القلم ؟ من منا صار يشعر باليأس من الآخر ؟

وأتذكر كلمات ذلك الصديق كل حين محاولة أن أحذو حذوه بعد أن تجاوز هو أيضا الشعور باليأس _أو ربما يحاول _ ولكني أعود في كل مرة وأنظر إلى الأجزاء الغير مكتملة من روايتي الثانية ..وأشعر باليأس القاتل..لإأفصمت ..


تراني سأتجاوز هذا اليأس عما قريب ؟

.........................................




أكاد أنتهي من تزيين حائظ في السكن الذي أعيش فيه كطبيبة مقيمة في المستشفى..رسمت على الحائظ بأكمله لوحة ربيعية ..

يقولون لي ما الجدوى من أن انفق من الوقت والمال لأجمل مكانا لن أبقى فيه سوى فترة وأرحل ؟

وأنا اقول ..أننا لسنا سوى الأثر الذي نتركه خلفنا .
.
..........................




يقترب الربيع .ومع اقترابه يشتد حنيني إلى المقدونية حيث يكون للربيع مذاق ورائحة تختلف..
لم أكن من عشاق الشتاء كأغلب أهلها  ولا من محبي الصيف ..أنا ربيعية منذ البداية ..وأقنع نفسي أن الربيع هنا كهناك..
ولكن نفسي تعرف أنه هناك..ليس كاي مكان آخر !

(الصورة بعدستي..في حديقة المنتزة -الاسكندرية..ذات ربيع )


.................... 



طالما أصبحنا نحيى..حيث تضرب النساء وتهان وتنتهك حرماتهن دون قلق ولا رادع والأهم..دون رد فعل من المجتمع..
فلا داعي للتظاهر بأننا نحاول التحرك للأمام..
نحن موتى..,والموتى لا يتحركون ..لا للأمام..ولا للخلف..
..................................






عندما كنت عائدة إلى الأسكندرية آخر مرة , جاء أبي لاصطحابي ..وكانت الكهرباء منقطعة عن الشوارع الكبرى بمداخل الأسكندرية..سألته ثم ماذا ؟وهل سنظل هكذا ؟
قالي لي  إنها النهضة..وصمت قليلا ثم قال :
كان من قبل يوجد فساد..ولكن كان المواطن يعيش لا يشعر وكان من يسرق يسرق ..ولم نسمع عن انقطاع الكهرباء كل يوم ولا نقص السولار بهذه الحدة..ولا أزمة كل حين تشبههما..
والآن...أيضا هناك الفساد ..ومن يسرق أصبحنا  نعرف أنه نسرق ...ونعاني أيضا من نقص كل الخدمات باسوأ مما كانت..

لم أرد..وابتلعت صمتي وحيرتي..مع حسرتي.

17 مارس 2013



قصاصات





لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..

أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟

ربما.

د.شيماء عبادي

هناك 10 تعليقات:

  1. انتِ تقاومين الفوضى كمقاتل على جبهة الحرب، لهذا تزعج كثيرا وتقلب عالمك كله .. استسلمي لايقاع الحياة الفوضوي وسترين كل شيء يعود لمكانه الصحيح هكذا وحدة دون تدخل .. فقط تغافلي قليلاً :) وابتسمي

    ردحذف
    الردود
    1. عندما استسلم للفوضى تريح روحي وتثير جنون من حولي..فاين المعادلة التي تحل هذه المعضلة ؟

      حذف
  2. أما بخصوص اليأس فهو سمة كل ملول .. الروايات تاتي وحدها وتنطبع على الورق حين تشاء، ترواغك لو بذلت جهدا وقررت شدها من قرونها كثور هائج .. فالحل البيسط تناسي الأمر لفترة قليلة وسيذهب اليأس لتحل محله أحداث الرواية في صمت ورضى

    :)

    هذه فلسفتي في الحياة

    ردحذف
    الردود
    1. أنا ملولة واعترف..ولكن أحيانا تراوغ أكثر مما يجب فتعزف عنك لشهور وشهور..عندها تفقدك التوازن ..لا يهم ما إذا كانت ستطبع أو تنشر أم لا..المهم أن ينتهي هذا المخاض المؤلم لها منذ حين !

      حذف
  3. وأنا اقول ..أننا لسنا سوى الأثر الذي نتركه خلفنا ..

    جملة تستحق التأمل .. اختزلت كل معاني الحنين
    الحنين إلى ماكان يوماً .. وإلى ما يمكن أن يكون
    وإلى ما نتمنى أن نكون
    جميلة ياشيماء ^_^ رائعة جدا

    ردحذف
  4. أبدعتِ في التصوير حتى أحببتُ الربيع وكنتُ أكرهه

    ..

    وبخصوص ضرب النساء فليس موتاً هذا الفصل من فصول حياتنا بل موعد للصحوة ودعوة للرد وبقوة، هذا زمن العنف ولا يردعه إلا العنف المضاد

    ردحذف
    الردود
    1. طال الفصل وطال الصمت فترى هل من صحوة فعلا ؟
      خلينا نأمل..ونرجو من الله خيرا

      حذف
  5. كبري دماغك يا دكتورة
    الحياة فيها بلاوي و الغريب اننا لسه عايشين

    ردحذف