أحاول ألا أرى الخلفية المزعجة للعالم في عيني ..لكنني دائما لا أستطيع..
وكلما أمعنت في محاولة التركيز على النوتات الهادئة في الحياة يزعجني الصخب المجاور..
مرغمة أستمع إلى ضجيج الشوارع ليلا , مرغمة أستمع إلى النشاز من الأصوات نهارا في كل وسيلة مواصلات نركبها,مرغمة تخترق أذناي صرخات وسباب ..
ثمة شيء ما يجعل كل ما حولي غير متجانس معي أو لعلي غير متجانسة معه..حتى صارت حياتي فوضى بكل ما تعنيه الكلمة
وصرت أنا.. فوضى تسير على قدمين..
...................
عندما نغض الطرف عن كبريائنا يصبح كل شيء آخر مستباح, فبأي حق عندها نتكلم وقد خسرنا كل ما هو مهم في الحقيقة ؟
.....................
قال لي صديق منذ فترة..أنه يرجو أن أعود إلى الأدب بقوة , وإلى التركيز في روايتي الثانية لإنجازها ونشرها ,
وأخبرته أنني أشعر فجأة بحالة من السخف..حقا أشعر أن الأمر سخيف بشكل لا يحتمل..كنت محبطة..ثم حدثت بعض المشاكل مؤخرا يما يتعلق بروايتي الأولى زادتني إحباطا..وشعورا بالمزيد والمزيد من السخافة..
لا أعرف من الذي لم يعد يملك القوة أنا أم القلم ؟ من منا صار يشعر باليأس من الآخر ؟
وأتذكر كلمات ذلك الصديق كل حين محاولة أن أحذو حذوه بعد أن تجاوز هو أيضا الشعور باليأس _أو ربما يحاول _ ولكني أعود في كل مرة وأنظر إلى الأجزاء الغير مكتملة من روايتي الثانية ..وأشعر باليأس القاتل..لإأفصمت ..
تراني سأتجاوز هذا اليأس عما قريب ؟
.........................................
أكاد أنتهي من تزيين حائظ في السكن الذي أعيش فيه كطبيبة مقيمة في المستشفى..رسمت على الحائظ بأكمله لوحة ربيعية ..
يقولون لي ما الجدوى من أن انفق من الوقت والمال لأجمل مكانا لن أبقى فيه سوى فترة وأرحل ؟
وأنا اقول ..أننا لسنا سوى الأثر الذي نتركه خلفنا ..
..........................
يقترب الربيع .ومع اقترابه يشتد حنيني إلى المقدونية حيث يكون للربيع مذاق ورائحة تختلف..
لم أكن من عشاق الشتاء كأغلب أهلها ولا من محبي الصيف ..أنا ربيعية منذ البداية ..وأقنع نفسي أن الربيع هنا كهناك..
ولكن نفسي تعرف أنه هناك..ليس كاي مكان آخر !
(الصورة بعدستي..في حديقة المنتزة -الاسكندرية..ذات ربيع )
....................
طالما أصبحنا نحيى..حيث تضرب النساء وتهان وتنتهك حرماتهن دون قلق ولا رادع والأهم..دون رد فعل من المجتمع..
فلا داعي للتظاهر بأننا نحاول التحرك للأمام..
نحن موتى..,والموتى لا يتحركون ..لا للأمام..ولا للخلف..
..................................
عندما كنت عائدة إلى الأسكندرية آخر مرة , جاء أبي لاصطحابي ..وكانت الكهرباء منقطعة عن الشوارع الكبرى بمداخل الأسكندرية..سألته ثم ماذا ؟وهل سنظل هكذا ؟
قالي لي إنها النهضة..وصمت قليلا ثم قال :
كان من قبل يوجد فساد..ولكن كان المواطن يعيش لا يشعر وكان من يسرق يسرق ..ولم نسمع عن انقطاع الكهرباء كل يوم ولا نقص السولار بهذه الحدة..ولا أزمة كل حين تشبههما..
والآن...أيضا هناك الفساد ..ومن يسرق أصبحنا نعرف أنه نسرق ...ونعاني أيضا من نقص كل الخدمات باسوأ مما كانت..
لم أرد..وابتلعت صمتي وحيرتي..مع حسرتي.
قصاصات
لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي
هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..
أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟
ربما.
انتِ تقاومين الفوضى كمقاتل على جبهة الحرب، لهذا تزعج كثيرا وتقلب عالمك كله .. استسلمي لايقاع الحياة الفوضوي وسترين كل شيء يعود لمكانه الصحيح هكذا وحدة دون تدخل .. فقط تغافلي قليلاً :) وابتسمي
ردحذفعندما استسلم للفوضى تريح روحي وتثير جنون من حولي..فاين المعادلة التي تحل هذه المعضلة ؟
حذفأما بخصوص اليأس فهو سمة كل ملول .. الروايات تاتي وحدها وتنطبع على الورق حين تشاء، ترواغك لو بذلت جهدا وقررت شدها من قرونها كثور هائج .. فالحل البيسط تناسي الأمر لفترة قليلة وسيذهب اليأس لتحل محله أحداث الرواية في صمت ورضى
ردحذف:)
هذه فلسفتي في الحياة
أنا ملولة واعترف..ولكن أحيانا تراوغ أكثر مما يجب فتعزف عنك لشهور وشهور..عندها تفقدك التوازن ..لا يهم ما إذا كانت ستطبع أو تنشر أم لا..المهم أن ينتهي هذا المخاض المؤلم لها منذ حين !
حذفوأنا اقول ..أننا لسنا سوى الأثر الذي نتركه خلفنا ..
ردحذفجملة تستحق التأمل .. اختزلت كل معاني الحنين
الحنين إلى ماكان يوماً .. وإلى ما يمكن أن يكون
وإلى ما نتمنى أن نكون
جميلة ياشيماء ^_^ رائعة جدا
تسلمي فاتحة..انتي الأجمل أكيد.
حذفأبدعتِ في التصوير حتى أحببتُ الربيع وكنتُ أكرهه
ردحذف..
وبخصوص ضرب النساء فليس موتاً هذا الفصل من فصول حياتنا بل موعد للصحوة ودعوة للرد وبقوة، هذا زمن العنف ولا يردعه إلا العنف المضاد
طال الفصل وطال الصمت فترى هل من صحوة فعلا ؟
حذفخلينا نأمل..ونرجو من الله خيرا
كبري دماغك يا دكتورة
ردحذفالحياة فيها بلاوي و الغريب اننا لسه عايشين
اديني بكبر ..وادينا عايشين
حذف