الأربعاء، 16 مايو 2012

ولنا لقاء آخر






لأول مرة يخونني صديقي القلم..لأول مرة  يقف عاجزا صامتا وكأن ضربات الحياة وسيوفها لم تنل مني فقط مؤخرا بل نالت منه كذلك,.فأسالت حبره كما أسالت دمائي وقرر هو الأخر أن يصمت ..
هل هو صمت من يحاول أن يستوعب أم صمت من لا يجد من الحروف ما يعبر أم صمت المستسلم  لقدر لا يملك له ردا ؟ ..لا أدري..


لكن لأول مرة أرى أن  القوى لم تعد متوزانة..فقد تعودت أن يكون بيننا سجال مستمر..لي جولة وله جولة , أقول ما أريد مرة ويقول ما أريد مرة..لكن قوتي لا تكفي الآن لخوض نزال مع قلم جامح مثله وربما هو شعر نحوى بالرأفة فآثر الصمت هو الآخر ..


لن أقول أنني سأهجر قلمي الحبيب ..ولن أقول أنني سأختفي من الانترنت فقد وعدت صديقا عزيزا بأني لن أفعل ذلك مرة أخرى وأنا أفي بوعودي..لكنني أعرف  بعد فترة قاسية أشهرت فيها  الحياة سيوفها كلها في وجهي  ..وتلقيت فيها ضرباتها بصبر..أعرف أنني سأصمت بنفس الصبر..فلن أحول قلمي لمنديل أبكي فيه..ولن أحول مدونتي لمرآة تتشقق وتتقرح بالألم.


فقط ..سأعتبرها استراحة..أعيد فيها  نشر كتاباتي  القديمة التي لم تنشر إلا على حسابي الخاص قبل المدونة والصفحة..وسأكون متواجدة ولكن لن أكتب أشياء جديدة..ربما يعينني الله وأنتهي من عملين روائيين بدأتهما ولم أتمهما..وربما لا..فنحن لا نعرف أبدا ماذا تكون النهايات ..وأنا لم أتعود أن أهتم بنهايات بالأشياء ..فطالما كنت فتاة المنتصف..لا تغريني البدايات ولا أبحث عن النهايات فما بينهما هو ما يهم..


لكن أعدكم بشيء واحد أنني سأعود ..ربما أعود برواية جديدة أو عمل جديد..وربما أعود بروح جديدة..لكنني سأعود بأمر الله..سأتعافي وسأعبر النهر وسأعود نفس التي قررت أن تحلق بأجنحتها الزجاجية الصغيرة...


ويحضرني الآن شهيرة من رواية لجبران خليل جبران..




(أشفق يارب..وشدد جميع الأجنحة المتكسرة.)
>>>>
د.شيماء عبادي 
16 مايو 2012

هناك تعليق واحد:

  1. ربنا معاكى ويعينك
    وان شاء الله تنهى رواياتك الغير مكتملة وترجعى بأعمال جديدة رائعة

    ردحذف