الجمعة، 2 نوفمبر 2012

قصاصات ..52




على صغرك احتويت جمال الحياة..

صغير حقا من ظن في نفسه أنه كبير بينما الكون من حوله مليء بالأشياء الدافئة الصغيرة..البهية..

لي أمنية أن ألمسك ايها الصغير الجميل ..أن أراك تخفق بجناحيك الصغيرين الشبيهان بجناحي الفراشة..

لماذا ننسى أن في الحياة ماهو اجمل بكثير من الأشياء الضخمة المثيرة للانتباه..والضجيج ؟

(وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر )

من أقوال علي ابن ابي طالب..رضي الله عنه.

.....................................
أحب زهرة اللبن الثلجية أو كما تسمى ايضا  قطرات الثلج..
ما أجمل صمودها وقوة تحملها وهي تشق طريقها عبر الثلج إلى العراء..إلى الهواء..
تنحني بمرونة لتصبح عند خروجها أكثر بهاء..
لكنها أبدا رغم كل ما تمر به ..لا تنكسر..
ولا يقل بياضها نصوعا..ولا صفاء..
أنت قوية يا زهرة الثلج وسوف تشعين دوما في هالة النسيان..
..........................................................
دائما نتاخر في التصرف..دائما..
 نعتقد أن الوقت رهن إشارتنا, وننسى أننا بين يدي الرب..ونحن والوقت رهن إشارته..
أعتقد أن المشكلة خلف كل آلامنا تكمن في كوننا نعشق الانتظار أو التلكؤ..حتى يفوتنا موعد القطار..
فلا نعترف بالحب في الوقت المناسب , ولا نصارح به حين ندركه..ولا نتمسك بلحظاتنا بالقرب ممن نحبهم ..
نتأخر في الاعتذار.نتأخر في المغامرة..وفي المضي قدما..
لو فكرنا جميعا أن الحياة ستغير خرائطنا وأماكننا ومواقعنا ..وأن كل أحوالنا قد تتبدل لأن من معنا اليوم قد لا يكون معنا غدا..ومن نصمت معه اليوم قد يغلفنا الصمت معه إلى الأبد..ربما لو فكرنا في الحياة على أنها صغيرة جدا إلى الحد الذي يجعلها لا تستحق كل هذا العناء ..لتعاملنا معها بذكاء أكبر بكثير..ولقللنا خسائرنا إلى أبعد مدى..
فلماذا لا نستوعب أبدا هذه الحقيقة البسيطة رغم مضي آلاف السنين على التاريخ الإنساني ؟
لا أدري..


.................................................. 



يقال دائما ( حين تدعو الله..ادع بيقين في الإجابة )..
عندما كنت صغيرة, لم أكن أفهم..لماذا يكون هذا صعبا ؟ إننا ندعو ببساطة ..فلم يتحدث الجميع عن الدعاء بيقين في الإجابة ويعتبرونه  أمر صعب حقا ؟ولماذا توارثنا أدعية نسأل فيها أن يرزقنا الله اليقين ؟
ثم كبرت , ووجدت نفسي ألجأ بالدعاء في أشياء..أرهقت عقلي وهوت به إلى سراديب مظلمة يكاد اليأس يحيط بها..نعم إن الدعاء بيقين حين لا تجد اي باب يقودك نحو المخرج لهو أمر عسير  بحق..أن تدعو الله وأنت موقن أنه سيفرج همك وسيفتح لك بابا أنت لا تراه من الاساس ولا تعرف أين يمكن ان يوجد..أمر محير., وغامض..
تلك اللحظة التي سيلقي فيها ذهنك وعقلك مهما كان فذا ً وفريدا كل أسلحته مسلما بأنه لا يعلم..ولا يجد الحل..عندها يكون عليك أن ترفع يدك لتطلب شيئا لا تعلم حقا كيف يمكن أن يحدث..لا تملك أدنى أحتمال ولا حتى احتمال صغير..إنه الفراغ المطلق الذي ستسبح فيه..منتظرا معجزة ما لا تعلمها.
.الجهل التام بما ينتظرك..والسيطرة على مساعر الخوف والجزع والقلق التي ستناضل كي تبقى في قلبك وأنت تحاول طردها لتتحلى باليقين الكافي والإيمان الذي لا يخالطه الشك في قدرة ربك..إنها الثقة المطلقة في إلهك..هذا الشيء الذي لا يملكه إلا هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بنعمة الإيمان العميق ..في سويداء قلوبهم وأعماق روحهم يتبلور إيمانهم بيقين وصبر ورضا..بلورة تتشكل من اختبارات الحياة التي تمتحن إيمانهم بقوة وآلام سوف يختبرونها لتصهر معدنهم وتجعل بلورتهم أكثر نقاء كل يوم..
 .............................................. 
لبعض الأيام..حنين ذو مذاق مميز..
كنكهة قهوة شربناها ذات رحلة ولم نعد لنفس المكان مرة أخرى..ولا لقهوته..
رائحة موجة شتوية حملت عبق المحيط  للحظة خاطفة ..ثم انحسرت..
و ساعات طلت من نافذة الزمن المنسي..ثم تاهت ..حين تهنا..
..............................................................
 قصاصات 52
2 نوفمبر  2012




قصاصات





لحظات تلتقي فيها عيني بالعالم من حولي..او بالعالم داخلي

هي قصاصات من وهج خواطري أحيانا..ومواقف حياتي أحيانا أخرى..

أيمكن أن نعتبرها..قصاصات من مذكرات؟

ربما.

د.شيماء عبادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق