الاثنين، 11 يونيو 2012

مجرد حديث قد يكون الأخير..وقد لا يكون..


كنت أظن وأنا صغيرة أن المرء لا يتغير , نعم تتغير أمور كثيرة حوله ولكن تبقى قناعاته وقواعده ثابتة ..وكذلك مبادئه..كنت أظن كذلك أن الصداقة كنز لا يفنى وأن الحب الحقيقي يبقى وأن الخير في النهاية ينتصر مهما طال الوقت أو قصر..






ثم كبرت ذات يوم وأدركت أن كل شيء يتغير..في الواقع الشيء الوحيد الي لا يتغير هو كما يُقال ..قانون التغير..القناعات مع الوقت قد تتبدل والمبادئ قد تنحني لدى البعض والقواعد التي كانت تصلح بالأمس ليس بالضرورة أن تصلح اليوم..لا القواعد التي وضعها الآخرون..ولا تلك التي وضعناها نحن.






أدركت كذلك أن الصداقة كنز حقا ولكنه قد يفنى إذا لم ننتبه ونحن نسحب من رصيده أننا لا نودع بدلا منه والعكس ,مثلما تعلمت أن الصديق الذي لا يقبل صديقه كما هو فهذا يشبه علاقة حب توهم كل طرف فيها أنه سيصنع من الآخر النموذج الذي حلم به ..وعندما يكتشف أن صنعته لن تكتمل أبدا يفهم وقتها فقط أنه كان مخطئا على طول الخط..






واكتشفت أن الحقيقة مزعجة دائما ولا أحد يريد معرفتها, رغم ذلك نحن نفتش عنها ونغضب حين يخفيها الآخرون عنا ولكن عندما يتفوهون بها نوجه تجاههم رصاصات غضبنا..أظن أن البشر عليهم أن يحددو موقفهم..إما أن يريدو الحقيقة أو يقبلو بالوهم..المشكلة ان البعض ملعون بلعنة مطاردة الحقائق.. حتى حين يولونها ظهورهم تأتيهم وهم كارهين..






نحن نقرأ الروايات ونشاهد الأفلام ونتعجب من أفعال الناس , هل تعرفون تلك اللحظة التي تكادون تنفجرون غيظا مثلا عندما تدركون ويدرك كل أبطال القصة أن البطل يحب البطلة ولكنه وحده لا يدرك أو هي وحدها لا ترى ويستمر التصرف بغباء إنساني حتى اللحظة الأخيرة ؟ ..كان مفاجئا أن أكتشف أن كل هذا ليس خيالا وأن الغباء الإنساني لا حدود له على أرض الواقع..هذا يعني أن تلك المقولة التي قرأتها ذات مرة ولا أذكر اين أو متى بأن كل خيال جاء في الفكر الإنساني ماهوإلا ممكن في مكان ما وزمن ما..لا أفهم حقا لماذا يعذب الناس أنفسهم ؟ أعتقد أنني بحاجة لاكثر من التخصص في الطب النفسي لأعرف لماذا يتعذب الإنسان بحب آخر لن يكون له ابدا , ولا لماذا تحطم فتاة قلبها بالتعلق برجل لا تنسابه طباعها فتحبه وتبكي منه كل يوم , أو لماذا يترك الرجل امرأة يحبها متجها لأخرى لا يحبها فقط حتى لا يغامر بفقدانها ..وكيف تحب امرأة رجلا فتتركه لأخرى بكامل وعيها ورضاها ..ثم تبكيه عمرا..لا أفهم ما نوع الحب الذي يجعل الإنسان يؤذي من يحب ولا كيف يقسم رجل بحب حبيبته فيهينها أو كيف تحب امرأة زوجها فتتركه..وكيف يحب المرء نفسه فيذلها ! لقد اكتشفت من اختلاطي بالناس أن البشر أغرب كثيرا مما نظن..






تماما مثلما صار صعبا جدا أن أميز هل مصر تحبنا أم لا وهل نحن نحبها أم لا ..لم أعد اعرف في الواقع هل مصر هي الثورة أم هي النظام هل هي التحرير أم هي حزب صامت يلعن التحرير ومن فيه هل هي البرادعي الذي نريده ولا نجده أم شفيق الذي لا نريده ويأتي رغم أنوفنا .






هل العالم مكان شرير حقا أم أننا نحن الأشرار ؟


غريب كيف يمكن أن يرتكب الإنسان فجأة كما رهيبا من الأخطاء ثم تأتي الحياة لتكمل معه حلقة الأخطاء فتصبح الصورة قاتمة ولكن مختلطة..عندما تدرك أنك لست مظلوما تماما ولكنك لست ظالما كذلك..أنت مسكين ولا تعرف ماذا فعلت بنفسك أم ماذا فعلت الحياة بك..تماما كما تنظر لمن حولك وتسأل نفس السؤال فلا تعرف..






ترى هل سأبقى الآن في مصر بعد كل طعناتها ؟هل سأسامحها ؟وهل ستسامحني ؟ هل سأبقى في الأسكندرية أم أنه عام تغيير كل خرائط عالمي وأفكاري ومشاعري وأيضا ..موطني ؟ وهل سأضع قدمي على بداية التخصص الذي حلمت به كثيرا أم أن حلم آخر وأخير سيُقضى عليه ؟


أنا لا أعرف حقا إجابة اي من هذه الاسئلة..أعرف فقط أنني لم أعد على ما يرام منذ وقت طويل ..وقد سئمت كوني لست على ما يرام ..أتمنى أن أعيد هيكلة كل شيء واريد أن أتعرف على نفسي من جديد..فيبدو أنني أخطأت في تفسيري كثيرا حتى ضعت مني يوما دون أن أنتبه ..






ترى هل سأستطيع ؟ هل ستكونون هنا -أنتم كما أنتم - عندما أعود من هذه الرحلة ؟ ..أتمنى هذا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق