الخميس، 4 يوليو 2013

يسقط كل الظالمين وتحيا مصر



كنت افكر في كل شهر يمضي ترى ما نوع الوطن الذي أتركه لأبنائي ..وعندما يسألونني لماذا انتخبت مرسي يوما..أسيكون ردي حينها درءاً لفساد الفلول كافيا ؟ لعلهم كانو سيقولون لي هم ايضا أفسدو..وطغو..وكذبو وخانو..فلماذا ؟
لذا كل ما أعرفه ..أن الاختيار مرة أخرى بين الفلول أو العسكر أو أيا يكن وبين الإخوان..صار لعبة خاسرة أمامي..,النظام هو من جعلها خاسرة...وهو المسؤول عن كل ما آل إليه حالنا من فرقة وانقسام لم نصل إليها حتى في عهد مبارك بكل جبروته وتسلطه على الاخوان..لم يكرههم الناس وقتها ولكنهم كرهوهم عندما صار الأمر بيدهم..فمن السبب ؟ ليست القصة قصة إعلام قذر –وهو قذر فعلا – ولكن لو استقاموا لما وجد هؤلاء لهم سبيلا.. الإعلام لم يحكم..الإعلام لم يكن المجلس ..الإعلام لم يتخذ القرارات الغاشمة كل يوم..والإعلام لم ينقذ مبارك حتى عندما تحالف معه وقتها ..فكفانا شماعات..وكفانا أعذارا واهية..

...وكل يوم منذ يوم الثلاين كنت أنزل إلى الشارع أحتسبه عند الله تكفيرا عن ذنبي بانتخابهم مرتين مرة في المجلس ومرة في الرئاسة ..حتى سقط النظام..فشعرت لحظتها فقط أنني سأستطيع عندها أن أحكي لأبنائ عن التاريخ..وأنا أرفع رأسي..
أبي تشاجر معي عند نزولي اليوم لأني كتبت على علم مصر الذي أنزل به الشعار الثوري..(يسقط كل من خان..عسكر فلول إخوان..)ولكنني أصريت على موقفي ونزلت به وقلت له لن أصفق للعسكر لو قررو أن يحكمونا ولن أنسى لهم ما فعلوه بنا لا هم ولا الاخوان ولا الفلول وكلهم أمام عيني الآن سواء..فقد اكتفيت منهم جميعا..وسأكفر عن ذنبي وعندما أجد نفسي أمام خيارات فاشلة لن أختار منها ..
مالذي سيحدث غدا ؟ لا أعرف..ولكنني أعرف أن لا أحد منا يريد شرا بالمؤيدين , وأعرف أن مرسي ونظامه لم يكونو هم الإسلام..مهم حاول البعض أن يدعي هذا ..ومهما حاولوا أن يوهموننا برعب أن زوال حكمهم هو ضياع للدين , فقد أوهمونا هم من قبل أن حكمهم تمكين للدين..لا في هذا صدقو..ولا في ذاك..
الدين بداخل كل منا ..بإيمانه ويقينه بعقيدته..لا بالإخوان..ولا بالسلفيين..ولا بغيرهم..
هل انتهى مشوارنا ؟ لا..لم ولن ينته حتى تحقق الثورة أمانيها , وتقضي على كل من أفسد هذا الوطن عبر السنوات الطوال..حتى يحاسب الكل ..منذ البداية وحتى النهاية ..
لعل الشيء الوحيد الذي أعرفه , أن ما حدث كان يجب أن يحدث ..لأن من لا يسمع حتى صوت الأخر يصرخ نحوه بأنه يخطئ ولا يسمع سوى صوت نفسه فهو لن يسمعنا أبدا......ووصف الأآتي بأنه ذنبنا..فقد كان أبي في كل مصيبة من مصائب نظام مرسي يقول لي أنتم شباب الثورة السبب ..انتم من دعمه ووقف معه لإسقاط الفلول..فمعذرة ..لم أعد أهتم بالآتي..لأننا في كل الأحوال ..ملومون.
تلقينا اللوم في الثورة الأولى لأننا نهدد البلاد, وتلقيناه حين هتفنا ضد العسكر لأننا نزعزع الاستقرار..وتلقيناه حين أخترنا الاخوان لأنهم سيستميتون على الحكم ..وتلقيناه حين أردنا اسقاطهم لأننا نسقط الهوية الإسلامية ..ونتلقاه الآن بعد أن سقط النظام من قبل أن يعرف أحد ما سيحدث أصلا..نتلقاه باعتبار ما سيكون..أيا يكن..دائما نتلقى اللوم..دائما نحن على خطأ..
فيارب وحدك تعلم النوايا , ووحدك تعلم ..كم الطريق طويل وصعب , ووحدك تعلم من المخلص ومن ذا المصلحة..فارزقنا الصبر حتى ينالنا وعدك بنصرة الحق ورفع الظلم عن العباد..واهد شعبك لما فيه خيره وصلاجه..وارزق هذه البلد بأجيال خير منا جميعا..تجعله مكانا يصلح للحياة..والإنسانية..

......
د.شيماء عبادي
3 يوليو 2013

هناك تعليق واحد:

  1. فيارب وحدك تعلم النوايا , ووحدك تعلم ..كم الطريق طويل وصعب , ووحدك تعلم من المخلص ومن ذا المصلحة..فارزقنا الصبر حتى ينالنا وعدك بنصرة الحق ورفع الظلم عن العباد..واهد شعبك لما فيه خيره وصلاجه..وارزق هذه البلد بأجيال خير منا جميعا..تجعله مكانا يصلح للحياة..والإنسانية

    اللهم آمين
    اللهم آمين
    اللهم آمين


    لا يغيب صوت العقل عن كل سطر تكتبينه شيماء .. رغم أني لم أكن من مؤيدي اسقاط رئيس منتخب إلا ان الخير قد يأتي من حيث لا نتوقع، سأنتظر وأرى بدل أن أستبق الأحداث .. وكلي ايمان أن بعد كل ضيقة فرج..

    ردحذف